راما
و ريتا توأم تبلغان من العمر خمس سنوات، تم إكتشاف إصابتهما بمرض التوحد عند
بلوغهما العامين و النصف و ذلك بعد مراجعة الأب للعديد من الأطباء للتوضيح عن الوضع
الصحي لطفلتيه، مرض التوحد ليس له علاج دوائي أو تأهيلي في فلسطين و فترة علاجه
التأهيلي قد تستمر لفترة عامين أو أكثر حسب نسبة الإصابة بالمرض .
يتم
علاج الطفلتين في مركز متخصص في الأردن و ذلك على نفقة الوالد الشخصية، حيث تكبد
الأب تكاليف العلاج و البالغة ستة آلاف ديناراً سنوياً و ذلك بعد عجزه عن
توفير مساعدة من أي جهة معنية في فلسطين .
التحدي و غياب المسؤولية
و
للتوضيح أكثر عن هذا المرض بشكل عام و الوضع الصحي للطفلتين بشكل خاص تم إجراء
مقابلة مع والد الطفلتين السيد عدلي حنايشة، حيث أكد في بداية حديثة عن
إصابة طفلتيه بمرض التوحد و انه قد اكتشف ذلك من خلال قراءته للأبحاث التي تتحدث
عن بعض الأعراض التي لاحظها على الطفلتين، رغم مراجعته للعديد من الأطباء دون
فائدة ترجى، مما اضطره بعد ذلك لمراجعة طبيب أعصاب أكد له إصابة طفلتيه بهذا
المرض، و أن هذا المرض ليس له علاج في فلسطين و أنه يجب السفر بهما إلى الخارج
للبدء بمراحل العلاج .
و
تحدث السيد حنايشة عن الأعراض التي لاحظها على طفلتيه و التي ولدت لديه شكوكاً
بإصابتهما بمرض ما، أن كل منهما تعيش بعالم مختلف عن الأخرى و أنهما
لا تشعرن بالخوف من أي شيئ أي" لا مباليات "و لا يوجد لديهم تواصل
بصري و تعانيين من تأخر نطقي واضح، وأوضح الأب أنه لجأ لأكثر من سبعين مؤسسة
حكومية بدءاً من مكتب الرئيس إلى مكتب وزارة الصحة لمساعدته في البدء بعلاج طفلتيه
و ذلك لكلفة العلاج الباهضة، إلا أنه لم يحصل على أي مساعدة مرجوة مما أدى
عن سفر الأب إلى الأردن على حسابه الخاص و البدء بعلاج طفلتيه في مركز أمان
للتربية الخاصة و هو المركز الوحيد الذي أبدى اهتماماً بوضعه و إبنتيه و الأقل
كلفة من المراكز الأخرى .
التغير السلوكي
و
من خلال الحديث مع رئيس قسم صحة الطفولة الدكتور سائد البلبيسي عن مرض التوحد
" و الذي عرفه بأنه عبارة عن خلل يصيب الجهاز التطوري للطفل يؤثر في
استيعاب المخ للمعلومات و كيفية معالجتها و يؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في
كيفية الاتصال بمن حوله و اضطرابات في اكتساب مهارات التعليم الاجتماعي و السلوكي
" أوضح لنا عن هذا المرض و طرق علاجه و المراكز المختصة لعلاج المصابين به
حيث تم اكتشاف هذا المرض في الأربعينيات من القرن الماضي و بلغت نسبة
الإصابة بالمرض طفل لكل مئتين و عشرة أطفال ، و أفاد بأن علاج هذا المرض يأخد
وقتاً طويلاً قد يستمر لأعوام و يكون علاجاً تأهيلياً بالأغلب و أن الأدوية التي
تعطى لهؤلاء المرضى هي فيتامينات منشطة للأعصاب و الذاكرة ليس إلا .
و
قد أوضحت الدراسات أن طفل التوحد يكون حجم الدماغ لديه أكبر من حجم دماغ الطفل
السليم إلا أن حجم الخلايا لديه يكون أصغر .و يصاحب مرض التوحد أعراض مختلفة
و ملفتة للنظر بشكل واضح و منها عدم التواصل البصري، عدم التركيز، التأخر
النطقي و عدم الإدراك، و بعض مرضى التوحد يتميزون من نواحٍ أخرى
كالميول للموسيقى و الرسم الدقيق للصورة التي يرونها أمامهم ، و يتم العمل
على علاج مرضى التوحد من خلال العلاج الطبيعي أحياناً و العلاج الوظيفي و النطقي.
أما
بالنسبة للمراكز المختصة بعلاج مرض التوحد فهي معدومة في فلسطين، حيث يتم دمج مرضى
التوحد مع الإعاقات الأخرى و يكون العلاج جماعياً و هذا من السلبيات التي تفاقم
المرض، فمرضى التوحد تتأثر بالإعاقات المختلفة سلباً، و من هنا أكد
الدكتور البلبيسي على ضرورة وجود مراكز مختصة بمرض التوحد داخل فلسطين .
و
مع زيادة إنتشار مرض التوحد و قلة الوعي تجاهه و قلة المراكز المختصة بعلاج و
تأهيل المرضى، هناك ضرورة ملحة لوجود مراكز طبية مختصة للكشف المبكرعنه و
توفير العلاج اللازم، بالإضافة الى مدّ يد العون للأهالي حتى يتمكنوا من
الاستمرار في علاج أطفالهم و العناية بهم كي لا يصبحوا عالةً على المجتمع و ذويهم،
و بذلك يتم تشجيع الأهل على الكشف عن أطفالهم المصابين و الكف عن اعتباره
مرضاً محرجاً .
استمع لهذا التسجيل مع د .سائد البلبيسي
0 التعليقات:
إرسال تعليق